تم البحث بواسطة السادة:الإسم الكامل :أبوبكر علي كيحل
الرقم:2604
الإسم الكامل:أحمد حيبل/محمد عبد الله
الرقم:2607
الإسم الكامل:خليلة/ احمد اب
الرقم:2602
الإسم الكامل:داهي حناني
الرقم:2605
الإسم الكامل:سلمه/محمد الطالب الحسن
الرقم:2606
القسم:DB
الشعبة:مزدوجة
الـــــتـــمــــهـــــــــيــــد
الغياب المدرسي هو المصطلح الذي يستخدم لوصف عدم حضور الطلاب للمدرسة في المواعيد المحددة للدراسة. أو الانقطاع عن التعليم لفترات زمنية معينة دون إذن مبرر، أوعدم الإلتزام بحضور بعض الحصص الدراسية دون وجود عذر أو أسباب تستوجب ذلك.
وتعتبر ظاهرة تغيب التلاميذ من أكثر الأسباب انتشارا وأشدهم تأثيرا بالسلب على مستقبل التلاميذ والملاحظ أن ما يسمى إصلاح 1999 في موريتانيا حمل معه ما حمل إذ كان له الأثر البالغ على مستوى النشأة فلا هو كيف الواقع ولا هو ساير الحداثة ومن غريب الأمور عدم هيكلة الواقع على اعتبار أن لكل قوم أحكامهم الخاصة ولكن في موريتانيا كان الأمر مختلفا ، نقل الواقعة بكل ما تحمل من شوائب من دول قطعت أشواط في التقدم والحداثة وتطبيقها على هذا المنكب البرزخي الذي يقع حسب موقعه الجغرافي والتاريخي بين حضارات كان لها من الآدات والتقاليد الاجتماعية والدينية ما استغنت به يوما عن كل العالم . وتمسكت به دون غيرها بحكم التاريخ والجغرافيا
وكأننا تناسينا الأبيات الشعرية المشهورة على مأدبة طلب العلم في بلادنا الشهية والتي تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل
إذ : يقول الشاعر
"لا تعتبن على الصبيان إن ضربوا ✍️✍️الضرب يفنى ويبقى العلم والأدب"
فمتى تعلم الطفل دون إشراف تام من أولياء أمره وأصبح المعلم مخون في خطوة مكشوفة للتآمر على مستقبل طفل بريئ سواء بقصد أو بغير قصد ، فلا نحن في أمريكا حيث الوضع الإقتصادي المريح وبعده تأتي القوانين ثم الحريات ولا نحن في باكستان حيث الآداب الإسلامية والتعاليم الدينية والتي تأمر بإصلاح الصبي من أولياء أمره ،فأصبح التلميذ
الضحية لبرنامج يفتقد لتكييف الوقائع مع النوازل وأصبح المعلم متهم في دينه ومروءته ورسالته النبيلة .
فحسب
وزارة التعليم الموريتانية و إحصائياتها الرسمية عن نسب التسرب والتغيب المدرسي من خلال تقاريرها الدورية.
وكذلك
الشراكة العالمية من أجل التعليم (Global Partnership for Education):ضمن تقدمها لبيانات وتحليلات حول الوضع التعليمي في موريتانيا.
و المراكز البحثية الإقليمية مثل Economic Research Forum (ERF): دراسات تحليلية حول العوامل المؤثرة في حضور الأطفال للمدارس في موريتانيا.
وتقارير المنظمات الدولية مثل اليونسكو والبنك الدولي: التي تتناول مؤشرات التعليم وأسباب التسرب والتغيب في البلدان النامية إن التسرب في التعليم الثانوي حوالي 40% من الأطفال في سن التعليم الثانوي غير ملتحقين بالمدارس، مع تركز هذه النسبة بين الأطفال في المناطق الريفية، والأسر ذات الدخل المنخفض، والفتيات، والأطفال ذوي الإعاقة .
أما التغيب بين المراهقين فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2010 أن 11.7% من المراهقين في موريتانيا يتغيبون عن المدرسة بدون إذن، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بدول أخرى ذات دخل منخفض أو متوسط
ولكن ما سبب كل هذه المشاكل التي تهدد مستقبل الطفل وما هي الحلول المناسبة ؟
أولا :أسباب تغيب التلاميذ
لكي نشخص الواقع ، لبد أن ننطلق منه بناءا على على حياة الطفل وصراعه في المدرسة العمومية الموريتانية التي أصبحت موجوده ولكن ليست ربما لتكوين كادر بشري قادر على بناء وطن متكامل الأركان ، إذ لا يتأتى ذلك بدون إرادة حقيقية تراعى المشاكل التي سنذكرها في النقاط التالية وهي كالآتي:
1-أن بيئة الطفل الموريتاني هي بيئة جافة تفتقد لأدنى مقومات الحياة
2-أن المحيط الأسري هو محيط يفتقد لأدنى مقومات الحداثة والجهل بالقوانين وحتى في بعض الأحيان من أبجديات التربية
3-عدم وجود قواعد بيانات فعلية في داخل المدرسة وطاقم مدرسي ملم بكل ما يتعلق بقواعد البيانات لتسجيل معلومات الطفل وخلق خط اتصال مباشر بين المؤسسة التعليمية و أولياء أمور التلاميذ.
4-خوف المعلم على مستقبله المهني فلا يهتم بتحصيل التلاميذ وكل ما يهمه هو حماية نفسه من القوانين المقيد بها من قبل الدولة ،فلا يملك المعلم وسيلة ردع وكل همه تقديم المحتوى فقط .
5- عدم وجود قوانين تحمي المعلم
6-شعور التلاميذ المتميزين ببرود الهمة لعدم إهتمام الإدارة وحتى المدرس بهم وهو ما يخلق هوة بين التلميذ
و تحصيله الدراسي
7-تغيب بعض الطلاب لأسباب خاصة، تكون مقنعة وضرورية، مثل سفر أو مرض الطالب.
8- ظروف عائلية : مثل وفاة أو مرض في العائلة أو وجود مسؤوليات أخرى تتطلب تواجد الطالب خارج المدرسة.
9- عدم التقبل والرهبة من المدرسة.
10- وشعور الطلاب بالكسل وعدم القدرة على الاستيقاظ باكرا.
11- القلق والخوف من ترك المنزل وفقدان الحماية الأسرية .
12- ومن الأسباب أيضا قلة التشجيع والدعم للدراسة من قبل الأسرة وخاصة بالمرحلة الابتدائية .
13- مشاكل نفسية: مثل القلق، الاكتئاب، التنمر، أو صعوبات التكيف الاجتماعي.
14- وضع الأسرة الاقتصادي الذي يؤثر على الطالب من خلال عدم توفر الكتب والزي المدرسي والأدوات الأساسية للمدرسة وشراء طعام للطالب.
15- عدم الاهتمام أو تجاهل المدرسة: ربما يشعر الطلاب بعدم الرغبة في التعلم أو قد يعانون من مشاكل مع المعلمين أو الزملاء.
ثانيا :النتائج التي يسببها التغيب المدرسي
الغياب المدرسي يمكن أن يكون جديرًا بالقلق والاهتمام بهذه الظاهرة والمساعدة والتعاون لعدم تغييب الطلاب، ومن القضايا المهمة التي على الاهل والمؤسسات التربوية والمنظومة التعليمية الاهتمام بها، لما لها من أضرار، حيث يفتقد الطلاب الدروس والمواد التعليمية والتفاعل مع المعلمين والزملاء. يمكن أن يؤدي الغياب المستمر إلى التأخر في التقدم الأكاديمي وتراجع الأداء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغياب المدرسي يمكن أن يؤثر على الانضباط بشكل عام وتحمل المسؤولية كما الغياب المدرسي يمكن أن يؤثر سلبًا على الطلاب ويسبب الاغتراب النفسي.
ومن هذه الأضرار المحتملة ايضا :
- التعليم في المرحلة الابتدائية هو الركيزة الأساسية التي يُعتمد عليها في اعداد الطلاب للمراحل التعليم الاعدادية والثانوية والتي يتم من خلالها تزويد الطلاب بمهارات أساسية منها المهارات الحركية والعد واللغة السليمة والمعلومات المناسبة لمختلف المواضيع ففي حالة الغياب المدرسي في هذه المرحلة بين الفترة والأخرى يجعل الدراسة صعبة للطالب وغير مترابطة مع بعضها البعض.
- ويؤثر على علاقة الطالب مع اصدقائه والطاقم التعليمي.
- يشعر الطالب بالغربة وعدم فعالية التواصل مع الاخرين و بناء علاقات إيجابية داخل الصف.
- يشعر الطالب بالإغتراب من واقعه بسبب عوامل متعلقة بنقص الحصيلة المعرفية لديه لأنه يفقد الكثير من المعلومات المعرفية والإدراكية والخبرات الاكاديمية.
- كما وان الغياب المتكرر قد يؤدي الى التسرب من المدرسة بالمستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الغياب المدرسي على السلوك الاجتماعي للطلاب، فقدان التواصل الاجتماعي المدرسي من العمليات الاجتماعية الهامة في حياة الطلاب، حيث يتعلمون التفاعل مع الأقران والمعلمين ويطورون مهارات التواصل.
ثالثا:الحلول المناسبة لغياب التلاميذ:
إن مشكلة غياب التلاميذ عن المدرسة العمومية في موريتانيا هي مشكلة تهدد كيان الدولة المستقبلي لأنه يأدي إلى ضعف التحصيل الدراسي لدى الأطفال وهو ما يصاحبه ضعف الكادر البشري مستقبلا .وعليه لكي نحل هذه المعضلة لبد لنا من أن نجد حلولا مناسبة لمجتمعنا المحافظ:
1-يجب إن ننطلق من حقيقة بيئة التلميذ التي لا تأخذ مستقبل الأطفال بشكل جاد وهو ما يجب أن تلزم الدولة أولياء الأمور بتعليم إجباري للطفل مع المتابعة لتحصيله الدراسي ، و عليه يجب على الدولة أن تسن قوانين ملزمة تطبق على أرض الواقع ولكن هل يمكن تطبيق هذا الأمر في الظروف الإقتصادية الصعبة .
الجواب :نعم
إذا رفعت الدولة مستوى المعيشة ورفع الأجور وإجراء إحصاء دقيق للمساعدات الإجتماعية مع تسجيل أموال كل فرد على قاعدة بيانات خاصة ثم معرفة احتياجاتهم.
2- تدريب الكادر التعليمي على أنظمة معلوماتية متطورة وحتى دمج الذكاء الاصطناعي لإنشاء قواعد بيانات تحتوي على جميع معلومات التلميذ
3-فتح خط مباشر بين وكيل التلميذ وإدارة المدرسة و و إعطائهم معلومات دقيقة ، وحتى تشخيص المشكلة و تفعيل عقوبات للمسؤولية التقصيرية.
4-جعل المعلم في ظروف مناسبة تمكنه من متابعة عمله بمسؤولية تامة ،إذ الوضع المزري للمعلم قد يشغله عن متابعة تلاميذه وحتى من من إنجاز عمله وتحضيره للبرنامج
5- ربط الإدارة مع المواطنين وإجبارهم على تحمل مسؤولياتهم بعيدا عن التعاطف المخل بالنظام العام والقوانين المنظمة للحياة المجتمعية
6-تقييم المدراء على حسب عملهم وتماشيهم مع التغيرات المستجدة في الحياة الواقعية وفهمهم للتكنولوجيا الحديثه
7- الإستفادة من أنظمة الدول الأخرى ولكن لبد من تكييفها مع الطبيعة المجتمعية
8- جعل المحتوى العلمي في متناول الجميع و إجبار أولياء الأمور على الإتصال بالمعهد التربوي أو ممثليه من أكشاك ومراقبتهم بصرامة لكي لا يقوموا ببيع الكتب و سن قوانين عقوبات صارمة بهذا الصدد .
9- مراقبة المديرين و المفتشين وحتى الإدارات الجهوية من قبل عمال تربويين حياديين و إنزال عقوبات قاسية بكل من تثبت خيانته للدولة في مجال التعليم .
10- الإنطلاق قبل كل شيء من هويتنا الدينية التي تأمرنا بالإصلاح و مراقبة تصرفاتنا و تأدية الأمانة كما يجب .
11-عدم تسييس التعيينات في المناصب الإدارية المهمة التي تحدد مصير و مستقبل الدولة .
وختاما
إن الغياب المدرسي ليس مجرد إحصائية تُسجَّل أو ظاهرة عابرة، بل هو جرس إنذار يدق في وجه المجتمع بأسره، يذكّرنا بضرورة الوقوف الجاد أمام واقعنا التربوي والاجتماعي. فطفل اليوم هو رجل الغد، وإن لم نوفر له بيئة تعليمية محفزة، وأسرة داعمة، ونظامًا تعليميًا منصفًا، فإننا نساهم – عن وعي أو دون وعي – في تفويت فرصة بناء أمة متماسكة وقادرة على النهوض.
فلنبدأ من حيث نحن، نصلح ما يمكن إصلاحه، ونعيد الاعتبار لكل من يحمل رسالة التعليم، ونمنح أبناءنا ما يستحقون من رعاية واهتمام،
وفي الختام
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب"
[سورة هود، الآية 88]
ولعل أولى خطوات الحل تكمن في العودة إلى واقعنا التربوي والاجتماعي، والعمل على تكييف المناهج مع طبيعة مجتمعنا، وتعزيز دور الأسرة في المتابعة، ورد الاعتبار للمعلم كي يؤدي رسالته دون خوف أو تخوين. فالإصلاح الحقيقي يبدأ من الداخل، لا من استنساخ تجارب لا تناسبنا.
بعض المراجعتجارب من الواقع المدرسي في موريتانيا: السادة المعلمين:أبوبكر علي كيحلخليلة/ أحمد ابأحمد حيبلداهي حنانيسلمهه محمد الطالب الحسنالشراكة العالمية للتعليم (GPE) – تقاريرها حول موريتانيا:https://www.globalpartnership.orgتقرير اليونسكو عن التعليم في إفريقيا جنوب الصحراء (2019):UNESCO Institute for Statistics: http://uis.unesco.orgالبنك الدولي – موريتانيا (Education Profile):https://data.worldbank.org/country/mauritaniaUNICEF – تقرير التعليم في غرب إفريقيا:https://www.unicef.org/wcaEconomic Research Forum (ERF) – دراسات عن موريتانيا:https://erf.org.eg
إرسال تعليق