انتشر مؤخرا مرض معدي في منطقة سيلبابي وخاصة في منطقة واحد منها وهو على الرغم من أنه مرض بكتيري خطير إلا أن لقاحه موجود بكثرة، فالحجز والعزل من أقوى الأسلحة التي يمكنها ببساطة القضاء عليه وإنهائه
مرض الدفتيريا وأعراضه:
فالدفتيريا كما هو مرض معدٍ وخطير تسببه بكتيريا
كورينبكتيريوم دفتيريا (Corynebacterium diphtheriae)، ويؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي العلوي، مثل الحلق والأنف. على الرغم من أن الدفتيريا كانت تعد من الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى الوفاة قبل اكتشاف اللقاح، إلا أن التطعيمات الحالية قد أسهمت في تقليص انتشار المرض بشكل كبير في العديد من أنحاء العالم. ومع ذلك، يبقى الدفتيريا مشكلة صحية في بعض المناطق التي تشهد انخفاضًا في معدلات التلقيح أو التي لا تتوفر فيها الرعاية الصحية اللازمة.
انتقال العدوى:
تنتقل بكتيريا الدفتيريا بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ المتناثر من الفم والأنف عند السعال أو العطس من شخص مصاب. كما يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من خلال الاتصال المباشر مع إفرازات المصاب أو من خلال الأسطح الملوثة بالبكتيريا. يمكن للبكتيريا البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في البيئة، مما يزيد من خطر العدوى، خاصة في المناطق المزدحمة أو غير النظيفة.
التشخيص المبكر للمرض: عادةً ما يتم تشخيص الدفتيريا بناءً على الأعراض السريرية والفحوصات المعملية. يتم جمع عينات من الحلق أو الأنف لاختبار وجود بكتيريا الدفتيريا، وفي بعض الحالات، يتم اختبار سموم البكتيريا لتحديد شدة المرض.
أعراض الدفتيريا: تبدأ أعراض الدفتيريا عادةً بعد فترة حضانة تتراوح من 2 إلى 5 أيام بعد التعرض للبكتيريا. تختلف الأعراض بناءً على شدة المرض والمضاعفات المصاحبة له. تشمل الأعراض الرئيسية:
التهاب الحلق واللوزتين:
يعد التهاب الحلق من الأعراض الأولى التي تظهر عند معظم المرضى. يكون الحلق ملتهبًا، مما يسبب ألمًا أثناء البلع.
يمكن أن يصاحب هذا الالتهاب تضخمًا في اللوزتين، مما يزيد من صعوبة البلع.
الغشاء الرمادي في الحلق:
واحدة من السمات المميزة للدفتيريا هي تكوُّن غشاء سميك ورمادي أو أبيض على اللوزتين والحلق. هذا الغشاء يمكن أن يغطي مناطق واسعة من الحلق، ويعوق التنفس والبلع. في بعض الحالات، قد يمتد هذا الغشاء إلى أجزاء أخرى من الجهاز التنفسي العلوي.
ارتفاع درجة الحرارة (الحمى):
يعاني المرضى من حمى قد تكون خفيفة إلى متوسطة، حيث تتراوح درجة الحرارة عادة بين 38-39 درجة مئوية.
التورم في الغدد اللمفاوية:
يتسبب التهاب الغدد اللمفاوية في الرقبة (المعروفة باسم "الرقبة العمياء") في تورم واضح يمكن أن يكون مؤلمًا. يحدث هذا التورم نتيجة استجابة الجسم للإصابة بالبكتيريا.
السعال:
السعال في الدفتيريا عادةً ما يكون جافًا وقد يزداد في شدة خلال الأيام الأولى للمرض. يمكن أن يكون السعال مزعجًا ويزيد من صعوبة التنفس.
صعوبة في التنفس:
بسبب وجود الغشاء السميك في الحلق، قد يعاني المريض من صعوبة في التنفس. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي هذا إلى انسداد مجرى الهواء العلوي، مما يتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
الإرهاق والضعف العام:
يشعر المصاب بالدفتيريا بالتعب الشديد وضعف عام في الجسم. قد يكون المريض غير قادر على أداء الأنشطة اليومية العادية بسبب نقص الطاقة.
السموم العصبية والقلبية:
إذا انتشرت سموم البكتيريا إلى مجرى الدم، يمكن أن تؤثر على أجهزة أخرى مثل القلب والأعصاب. في هذه الحالة، قد يصاب المريض بمشاكل في القلب مثل التهاب عضلة القلب، مما قد يؤدي إلى قصور في القلب. كما يمكن أن تحدث مشاكل عصبية مثل شلل الأعصاب أو صعوبة في التنفس بسبب التأثير السمي على الأعصاب المسؤولة عن التنفس.
المضاعفات المحتملة للدفتيريا:
التسمم القلبي: في الحالات الشديدة من الدفتيريا، يمكن أن يتسبب التسمم الناتج عن السموم في تلف عضلة القلب، مما يؤدي إلى التهاب القلب وفشل القلب. يعد هذا من أخطر المضاعفات ويستدعي عناية طبية دقيقة.
التسمم العصبي: السموم التي تنتجها بكتيريا الدفتيريا يمكن أن تؤثر على الأعصاب، مما يسبب شللًا في الأعصاب الحركية أو التنفسية، الأمر الذي يمكن أن يهدد حياة المريض.
انسداد مجرى الهواء: يمكن أن يتسبب الغشاء السميك في الحلق في انسداد مجرى التنفس، مما يؤدي إلى صعوبة شديدة في التنفس.
التسمم الكلوي: في حالات نادرة، يمكن أن يؤدي التسمم الناتج عن الدفتيريا إلى تلف الكلى.
علاج الدفتيريا: يتطلب علاج الدفتيريا تدخلًا طبيًا عاجلًا، ويتضمن العلاج عادةً:
المضادات الحيوية: يتم علاج الدفتيريا باستخدام المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الإريثروميسين، حيث تساعد هذه الأدوية في قتل البكتيريا وتقليل خطر انتقال العدوى.
مضادات السموم: في بعض الحالات، يتم إعطاء المريض مضادات السموم الخاصة بالدفتيريا. هذه العلاجات تساعد في تقليل تأثير السموم التي تفرزها البكتيريا في الجسم.
دعم التنفس: في الحالات التي يكون فيها انسداد مجرى الهواء خطيرًا، قد يحتاج المريض إلى دعم تنفسي مثل استخدام جهاز التنفس الصناعي أو إجراء عملية فتح مجرى هواء للتمكن من التنفس بشكل طبيعي.
الراحة والتغذية: يحتاج المريض إلى الراحة والتمتع بتغذية جيدة لتعزيز جهاز المناعة ومساعدته على التعافي.
الوقاية من الدفتيريا: تعد الوقاية من الدفتيريا أمرًا بالغ الأهمية، ويمكن تجنب المرض بشكل كبير من خلال اللقاحات. أهم إجراءات الوقاية تشمل:
اللقاح ضد الدفتيريا: يعتبر اللقاح ضد الدفتيريا جزءًا من التطعيمات الروتينية للأطفال (اللقاح الثلاثي: الدفتيريا، التيتانوس، والسعال الديكي). يتم إعطاء هذا اللقاح في مراحل متعددة خلال الطفولة وفي سن البلوغ.
التطعيمات المعززة: ينصح بالحصول على جرعات معززة من اللقاح ضد الدفتيريا بشكل دوري لضمان الوقاية المستمرة.
التقليل من انتشار العدوى: في المناطق التي تشهد تفشيًا للمرض، يمكن أن يتم اتخاذ تدابير صحية مثل ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتطهير الأسطح لتقليل انتقال العدوى.
إرسال تعليق